Wednesday, February 6, 2008

هدوء


جلست فى غرفتها اخذت ترتشف من فنجالها و تنظر الى الافق البعيد فهى عادة تحب ان تجلس بمفردها ,, فى منفذ راحتها , او هكذا ما تطلق عليه لتنظر الى هذا الظلام الذى يملأ الكون والهواء العذب والذى يتخلل خصلات شعرها و ظلت تستمع الى بعض الموسيقى الهادئة الرومانسية الحالمة و التى احسستها براحة رائعة مع هذا الهدوء و الظلام ,و تبسمت مع مداعبة الهواء لها , تبسمت و لاول مرة تشعر بانها لا تعنى للدنيا بال, فاكتشفت انها تحب اسلوب حياتها صراع مع العالم طوال النهار , و شعور بالراحة و الهدوء فى الليل بمفردها
وامدت نظرها بعيدا ليعبر الافق, ثم جال سؤال بخاطرها, ترى من يحبنى فى هذا العالم الكبير؟ ارتشفت من مشروبها و جلست معتدله بعد ان كانت متئكة قالت نعم من يحبنى؟ ترى هل يوجد؟
اول من تذكرت كانت والدتها,,,,,, وانعقد حاجيها بشدة,و تسالت هل تحبنى حقا؟ و لكن لماذا لم تشعرنى بالحنان يوما ؟ لما لم تحنو على مثل باقى اخوتى؟ لما كانت تشعرنى بقسوتها طوال الوقت لما؟,,و اخيرا تذكرت ان والدتها لم تحتضنها يوما , لم تفعل. اعتصرت ذاكرتها , اقسمت انها لم تفعل, نفضت هذه الفكرة من خاطرها قائله, بان والدتها مؤكد تحبها و ان اخطات فى التعبير عن
عما يجول فى نفسها.
ثم اخذت تتامل فى هذا الكون الظالم من حولها و تصغى للموسيقى لعلها تفيق من هذة الفكرة و ارتشفت بعض من مشروبها و رجعت بالذاكرة من جديد, فقالت من ايضا يحبنى؟
تذكرت والدها و احست بحنق شديد فانه لم يفعل يوما شىء من اجلها فكان بمثابه مصدر قلق لها لا اكثر . كان يقلل من قدرها دائما, كان بمثابه انذار بالاحباط كل ما تريد فعل شىء فيقول لا تستطيعين انت فاشله
افاقت على هذة الكلمه و حاولت الا تشعر بغضب فى هذا الجو الممتع,و رددت مؤكدة انه يحبها و ربما خانه التعبير عن حبه... و ظلت تتذكر اخواتها فهى تعشقهم فهى كانت بمثابه الاخت الاكبر و التى كانت طالما تشعرهم بالامان. و لكن ماذا فعلا كلا منهم من اجلها عندما احتجت اليهم... لا شــــــىء
ظهر على ملامحها استياء بالغ اعتصرت يدها فنجالها بدا لها الكون بظلامه الذى كانت تحبه بدا لها كوحش كاسر يريد الفتك بها, خافت و ارتعشت وحاولت جاهدة ان تتذكر شىء لا يبعدها عن هذة اللحظات الرائعة واخيرا....... تذكرت وسط هذة الذكريات المؤلمه انها فى وقت من الاوقات شعرت بالسعادة ايضا , و انها لم تنتظر مقابل لما تفعله و لا تنتظر مقابل ممن تحبهم . فهى معطائة بفطرتها, تعطى امان لمن يكون معها ايضا بفطرتها ,فانها طيبة القلب ,,و تذكرت بعض من عيوبها ايضا لكنها تجاهلتها ارادت ان تحب نفسها بتعداد مميزاتها لانها فى هذا الوقت تشعر بالراحة , و هذا الامر لا يحدث كثيرا .
جلست ثانيا متكئة تنظر الى فنجالها الفارغ و تبتسم و تتعجب ما هذا انه بارد كالثلج كم لبثت فى ذكرياتى هذه؟ ترى كم الساعه الان؟
الا ان افاقها من شرودها ,,صوت جميل يقول " ماما" فانها طفله صغيرة جميله نائمة حالمة تفيق من نومها الهادىء , فقامت مسرعه و قالت نعم حبيبتى , نظرت الى تلك الطفله وتذكرت مداعبتها لصغيرتها و قول صغيرتها دائما انها تحبها ,فشعرت بانها تطير من مكانها فانها اخيرا
وجدت شخصا يحبها فعلا , يحبها كثيرا و بلا حدود و بلا مقابل
و اغلقت منفذ راحتها مضحية بهذا الجو البديع الذى اختارته لنفسها , اغلقت مسامعها للموسيقى الحالمة, و ذهبت الى طفلتها الوحيدة احتضنتها بشدة لتنقل لها كل الحنان و الحب الذى يكمن داخلها و الذى لم تاخذة يوما من احدا. و لكن لا يهم فكل ما يهم الان ان تعطى الحنان الى اقرب الناس الى قلبها الى المخلوق الوحيد الذى تتاكد من حبه اليها ,, طفلتها

11 comments:

Unknown said...

ما اجمل الحب الصافي النقي
الذي لا نريد منه مقابل
لا تحزني
فكما نفتقد الحب عند البعض
نجد بديلا له عند اخرين
هكذا الدنيا عزيزتي

Rania Lelah said...

دمعاتى
نعم هذه هى الدنيا
و لكن ليس دائما عزيزى يكون الحب البديل ,بديلا لك عن ما تشعر به تجاه اخرين

تحياتى و مودتى

بنت مصرية said...

قصة حلوة بس يا ترى فاقد الشئ ممكن يعطيه فكرتني بوحدة أعرفها قصتها شبه القصة دي أبوها كان دايما يقولها يا فاشلة و يخنقها في أي تصرف و أمها لا حول لها ولا قوة وفالآخر اتجوزت جوازة مهببه عشان تهرب من الجحيم اللي عايشاه لجحيم انيل و فالأخر جابت أطفال لكن للأسف مش قادرة تكون حنينة عليهم ولا عارفه تربيهم و حياتها كلها هباب ايه البؤس ده بجد الأهل ساعات بيدمروا حياة أولادهم بدون ما يشعروا

Unknown said...

ليس بالضرورة ان يكون الحب معلنا.. فأغلب الناس يحبون ولكن لا يعرفون كيف يعبرون عن حبهم للآخرين..
السعادة الحقيقية هي سعادة الاخرين.. والشعور بالرضا يأتي عند العطاء بدون مقابل..
تحياتي

Anonymous said...

hey
i changed the link of my blog,this is the new link,

http://egyptiangirl-1981.blogspot.com

chao

Rania Lelah said...

soska
كنت فكرة زيك ان فاقد الشىء لا يعطية
بس صدقينى هتلاقى حالات اسثنائية
شكرا لمرورك

عمار جرار
صدقت فى كل كلمه اخى العزيز
السعادة الحيقية هى سعادة الاخرين ؟
و لكن اين انت بين كل هذا ؟

تحياتى

sola
okay ya 2mr

يا مراكبي said...

المقدمة والموضوع والخاتمه هم مفردات القصة القصيرة

العنوان يتناسب تماما مع المقدمة والخاتمة رغم حالة الغليان التي كانت بداخل البطلة أثناء الموضوع

الموضوع في حد ذاته هو شعور يتكرر مع الجميع .. والغالبية تفتقد إلى طرق التعبير عما يجول بداخل أنفسهم فيشعر الآخرون بذلك النقص الذي شعرت به بطلة القصة

المفاجأة الأكبر أن أمثال بطلة القصة هم بدورهم لا يجيدون التعبير عما ينقصهم من مشاعر ولا يستطيعون لفت نظر الآخرين

فالمشكلة مركبة فعلا

أحييكي

النص لا يزال به العديد من الأخطاء النحوية والتي تجتمع كلها تقريبا في عدم نصب المفعول به ومثال ذلك

قولي إرتشفت "بعضا" وليس إرتشفت بعض

لم يفعل يوما "شيئا" وليس لم يفعل يوما شيئا شيء

كلما "أرادت" فعل شيء وليس كل ما تريد فعل شىء

ماذا "فعل كل" منهم من اجلها عندما "إحتاجت" اليهم وليس ماذا فعلا كلا منهم من اجلها عندما احتجت اليهم


ولك مني خالص تحياتي .. إستمري فأنت إلى الأفضل

Rania Lelah said...

يا مراكبى

اسعدنى تعليقك و نقدك بشدة و اكثر ما اسعدنى تشجيعك لى على الاستمرار

لك منى كل التحيه

روح شرقيه said...

بجد وصف رائع لحاله يمر بها معظمنا
احساسك جميل جدا يا رانيا فى وصف الحاله التى تمر بها هذه الانسانه
ولاندك اثبتى لنفسك وللاخرين ان السعاده فى العطاء وليس فى انتظار ما سوف يعطيه لنا الاخرين
اتمنى لك كل السعاده
ان

Rania Lelah said...

روح شرقية
اسعدتنى كلماتك الرقيقة

تحياتى

Anonymous said...

فرعون زمانه
تحية فعلا الأولاد هما اجمل وأنقي واطهر حب بدون مقابل وهم دائما ما يمنحون الحب لمن حولهم وخاصة آبائهم أقصد والديهم يعنى ولا ينتظرون المقابل انت فعلا جئت بجديد وهو أن طفلك أو طفلتك لأنك أحيانا بستخدمى كلمات أشارة لذكر مثل هذا المخلوق أو الكائن وأحيانا تقولى طفلتى ما علينا حلوة زى الباقيين برضه برافوا بس كله حزن حزن حزن علي رأى علاء ولى الدين مافيش شوية فرح يا كابتن؟!!