جلست فى غرفتها اخذت ترتشف من فنجالها و تنظر الى الافق البعيد فهى عادة تحب ان تجلس بمفردها ,, فى منفذ راحتها , او هكذا ما تطلق عليه لتنظر الى هذا الظلام الذى يملأ الكون والهواء العذب والذى يتخلل خصلات شعرها و ظلت تستمع الى بعض الموسيقى الهادئة الرومانسية الحالمة و التى احسستها براحة رائعة مع هذا الهدوء و الظلام ,و تبسمت مع مداعبة الهواء لها , تبسمت و لاول مرة تشعر بانها لا تعنى للدنيا بال, فاكتشفت انها تحب اسلوب حياتها صراع مع العالم طوال النهار , و شعور بالراحة و الهدوء فى الليل بمفردها
وامدت نظرها بعيدا ليعبر الافق, ثم جال سؤال بخاطرها, ترى من يحبنى فى هذا العالم الكبير؟ ارتشفت من مشروبها و جلست معتدله بعد ان كانت متئكة قالت نعم من يحبنى؟ ترى هل يوجد؟
اول من تذكرت كانت والدتها,,,,,, وانعقد حاجيها بشدة,و تسالت هل تحبنى حقا؟ و لكن لماذا لم تشعرنى بالحنان يوما ؟ لما لم تحنو على مثل باقى اخوتى؟ لما كانت تشعرنى بقسوتها طوال الوقت لما؟,,و اخيرا تذكرت ان والدتها لم تحتضنها يوما , لم تفعل. اعتصرت ذاكرتها , اقسمت انها لم تفعل, نفضت هذه الفكرة من خاطرها قائله, بان والدتها مؤكد تحبها و ان اخطات فى التعبير عن
عما يجول فى نفسها.
ثم اخذت تتامل فى هذا الكون الظالم من حولها و تصغى للموسيقى لعلها تفيق من هذة الفكرة و ارتشفت بعض من مشروبها و رجعت بالذاكرة من جديد, فقالت من ايضا يحبنى؟
تذكرت والدها و احست بحنق شديد فانه لم يفعل يوما شىء من اجلها فكان بمثابه مصدر قلق لها لا اكثر . كان يقلل من قدرها دائما, كان بمثابه انذار بالاحباط كل ما تريد فعل شىء فيقول لا تستطيعين انت فاشله
افاقت على هذة الكلمه و حاولت الا تشعر بغضب فى هذا الجو الممتع,و رددت مؤكدة انه يحبها و ربما خانه التعبير عن حبه... و ظلت تتذكر اخواتها فهى تعشقهم فهى كانت بمثابه الاخت الاكبر و التى كانت طالما تشعرهم بالامان. و لكن ماذا فعلا كلا منهم من اجلها عندما احتجت اليهم... لا شــــــىء
ظهر على ملامحها استياء بالغ اعتصرت يدها فنجالها بدا لها الكون بظلامه الذى كانت تحبه بدا لها كوحش كاسر يريد الفتك بها, خافت و ارتعشت وحاولت جاهدة ان تتذكر شىء لا يبعدها عن هذة اللحظات الرائعة واخيرا....... تذكرت وسط هذة الذكريات المؤلمه انها فى وقت من الاوقات شعرت بالسعادة ايضا , و انها لم تنتظر مقابل لما تفعله و لا تنتظر مقابل ممن تحبهم . فهى معطائة بفطرتها, تعطى امان لمن يكون معها ايضا بفطرتها ,فانها طيبة القلب ,,و تذكرت بعض من عيوبها ايضا لكنها تجاهلتها ارادت ان تحب نفسها بتعداد مميزاتها لانها فى هذا الوقت تشعر بالراحة , و هذا الامر لا يحدث كثيرا .
جلست ثانيا متكئة تنظر الى فنجالها الفارغ و تبتسم و تتعجب ما هذا انه بارد كالثلج كم لبثت فى ذكرياتى هذه؟ ترى كم الساعه الان؟
الا ان افاقها من شرودها ,,صوت جميل يقول " ماما" فانها طفله صغيرة جميله نائمة حالمة تفيق من نومها الهادىء , فقامت مسرعه و قالت نعم حبيبتى , نظرت الى تلك الطفله وتذكرت مداعبتها لصغيرتها و قول صغيرتها دائما انها تحبها ,فشعرت بانها تطير من مكانها فانها اخيرا وجدت شخصا يحبها فعلا , يحبها كثيرا و بلا حدود و بلا مقابل
و اغلقت منفذ راحتها مضحية بهذا الجو البديع الذى اختارته لنفسها , اغلقت مسامعها للموسيقى الحالمة, و ذهبت الى طفلتها الوحيدة احتضنتها بشدة لتنقل لها كل الحنان و الحب الذى يكمن داخلها و الذى لم تاخذة يوما من احدا. و لكن لا يهم فكل ما يهم الان ان تعطى الحنان الى اقرب الناس الى قلبها الى المخلوق الوحيد الذى تتاكد من حبه اليها ,, طفلتها